وأما الشعر فإن العرب من أعلم النَّاس به ولذلك قَالَ: الوليد بن المغيرة: لقد عرفت الشعر ونظمه ورجزه وهزجه.. الخ والله ما هذا بشعر، فالناقد الذواق لا يستطيع أن يقول: إن القُرْآن شعر؛ لأنه بصير بالأوزان وبالقوافي. ولقد كانت العرب تعلق أشعارها في الكعبة وتفاخر به غيرها حتى قالوا:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة            قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

ويحفظون أبناءهم الفخر، فهل ترى أن هذه القصائد أحدثت أموراً عظاما؟!
وهل غيرت إنساناً ضالاً فهدته؟ أو فاجراً فأصلحته وبرته؟
وهل جاءت إِلَى إنسان ظالم مجحف فجعلته عدلاً براً تقياً؟
الجواب: لا، لم يحدث من ذلك شيء.